أزعم أن الأمة الإسلامية بحاجة الآن وأكثر من أي وقت مضى إلى الوحدة والتلاحم في ما بينها؛ وحدة تقرّب ولا تفرّق، تتحد ولا تختلف، تتطلع إلى الأفق الأرحب لسماحة الإسلام وعدله وعالميته كي تؤسس منهاجاً معتدلاً للمسلم اليوم.. بعيداً عن حُمّى الاختلاف والفرقة ونبش «أضابير» الماضي، والركون إلى كتب وآراء المتطرفين من كل المذاهب والفرق الإسلامية. فالخلاف السني الشيعي مثلاً ليس وليد الزمن الحاضر.. بل هو خلاف قديم يمتد إلى أكثر من ألف عام.. وليس من الحكمة أن نجتر مقولات هنا وهناك لتغذية هذا الخلاف، الذي قال عنه علماء أجلاء إنه لا يشكل أكثر من 20% وفي أمور ثانوية لا تنتقص من جوهر العقيدة أو ركائزها الأساسية. ولعل من المؤسف ورغم تعدد المؤتمرات التي عقدت بهدف التقريب بين المذاهب الإسلامية، أن نتائجها جاءت مخيبة للآمال، ولم ترتق إلى تطلعات المسلمين الغيارى على وحدة الأمة الإسلامية، بالذات والمذاهب الإسلامية في مجملها تؤمن برب واحد، ورسول واحد، وقبلة واحدة، وقرآن واحد.. فعلام الاختلاف إذن؟
لقد تابعت الحوار الذي دار عبر إحدى الفضائيات بين العلامة الشيخ يوسف القرضاوي، وبين الشيخ رفسنجاني، وقبلها سمعت الشيخ محمد حسين فضل الله، المرجع الشيعي البارز، وكذلك الدكتور محمد سعيد العوا أمين عام هيئة علماء المسلمين وكذلك آية الله التسخيري وغيرهم من المهتمين بشأن التقريب بين المذاهب.. وخرجت بانطباع مرضٍ يدلّ على أننا إذا صفت نياتنا، وسمت حواراتنا فوق نقاط الاختلاف يُمكننا أن نتعايش بمحبة ووئام.. ويمكننا أيضاً أن نوجد أرضية صلبة لأجيالنا القادمة تمكنها من أن تكون قوة حقيقية قادرة على أن ترتقي فوق الأمور الخلافية التي تتسبب في ما نراه اليوم وما سنراه في المستقبل من اقتتال طائفي لن يخدم إلا أعداء الأمة المسلمة.
الكثيرون من علماء الشيعة كالعلامة (فضل الله) يتبرأون ممن يسبّ الصحابة وأمهات المؤمنين والذي يراه أهل السنة أحد مفاصل الخلاف مع الشيعة، وهناك علماء كبار من أهل السنة يرون أن من يدعو إلى تكفير الشيعة قد أتى باطلاً.. فهم إخوة لنا في الدين. وعلى العقلاء من كلا الطرفين أن يعرفوا أن المسلمين بمختلف طوائفهم ومذاهبهم في سفينة واحدة.. إما أن تصل إلى الشاطئ بسلام وإما أن تغرق فتبتلع الجميع على حد سواء. وفي اعتقادي.. أن الدعوة إلى مؤتمر عالمي يحضره كبار علماء المسلمين من شيعة وسنة ويتم خلاله إصدار فتاوى وقرارات مُلزمة لكل مسلم تحرّم وتتبرأ من كل من يدعو إلى تكفير الآخر، أو إلى تغذية الخلاف السني الشيعي.. فكلنا إخوة في الدين تجمعنا روابط وركائز متعددة.. وأظن أن تحقيق ذلك ليس عسيراً لمن يريد أن يصون دماء المسلمين وحرماتهم وأوطانهم.
وينبغي أن نعرف أن خلافاً امتد لأكثر من ألف عام لا يمكن أن ينتهي بهذه السرعة، غير أننا ملزمون أن نحتكم في خلافاتنا إلى الكتاب الكريم وصحيح السنة وآراء العلماء المعتدلين من كل طائفة بعيداً عن التشنج والغلو.
المهمة صعبة ولكنها ليست مستحيلة.. وعلينا أن نعمل ونجتهد ونتحاور بنوايا صافية، وقلوب مفتوحة، وعقول ترنو إلى وحدة الأمة المسلمة بشتى مذاهبها وطوائفها. وأرجو ألا تفوتني الإشادة بأشقائنا الشيعة السعوديين الذين يُبرهنون يوماً بعد الآخر على عمق التلاحم بينهم وبين إخوتهم السنة أبناء الوطن الواحد.. وهم في تقديري يمثلون أنموذجاً يحتذى.. ما أحوجنا إليه في بقية بلادنا الإسلامية.
تلفاكس 076221413
لقد تابعت الحوار الذي دار عبر إحدى الفضائيات بين العلامة الشيخ يوسف القرضاوي، وبين الشيخ رفسنجاني، وقبلها سمعت الشيخ محمد حسين فضل الله، المرجع الشيعي البارز، وكذلك الدكتور محمد سعيد العوا أمين عام هيئة علماء المسلمين وكذلك آية الله التسخيري وغيرهم من المهتمين بشأن التقريب بين المذاهب.. وخرجت بانطباع مرضٍ يدلّ على أننا إذا صفت نياتنا، وسمت حواراتنا فوق نقاط الاختلاف يُمكننا أن نتعايش بمحبة ووئام.. ويمكننا أيضاً أن نوجد أرضية صلبة لأجيالنا القادمة تمكنها من أن تكون قوة حقيقية قادرة على أن ترتقي فوق الأمور الخلافية التي تتسبب في ما نراه اليوم وما سنراه في المستقبل من اقتتال طائفي لن يخدم إلا أعداء الأمة المسلمة.
الكثيرون من علماء الشيعة كالعلامة (فضل الله) يتبرأون ممن يسبّ الصحابة وأمهات المؤمنين والذي يراه أهل السنة أحد مفاصل الخلاف مع الشيعة، وهناك علماء كبار من أهل السنة يرون أن من يدعو إلى تكفير الشيعة قد أتى باطلاً.. فهم إخوة لنا في الدين. وعلى العقلاء من كلا الطرفين أن يعرفوا أن المسلمين بمختلف طوائفهم ومذاهبهم في سفينة واحدة.. إما أن تصل إلى الشاطئ بسلام وإما أن تغرق فتبتلع الجميع على حد سواء. وفي اعتقادي.. أن الدعوة إلى مؤتمر عالمي يحضره كبار علماء المسلمين من شيعة وسنة ويتم خلاله إصدار فتاوى وقرارات مُلزمة لكل مسلم تحرّم وتتبرأ من كل من يدعو إلى تكفير الآخر، أو إلى تغذية الخلاف السني الشيعي.. فكلنا إخوة في الدين تجمعنا روابط وركائز متعددة.. وأظن أن تحقيق ذلك ليس عسيراً لمن يريد أن يصون دماء المسلمين وحرماتهم وأوطانهم.
وينبغي أن نعرف أن خلافاً امتد لأكثر من ألف عام لا يمكن أن ينتهي بهذه السرعة، غير أننا ملزمون أن نحتكم في خلافاتنا إلى الكتاب الكريم وصحيح السنة وآراء العلماء المعتدلين من كل طائفة بعيداً عن التشنج والغلو.
المهمة صعبة ولكنها ليست مستحيلة.. وعلينا أن نعمل ونجتهد ونتحاور بنوايا صافية، وقلوب مفتوحة، وعقول ترنو إلى وحدة الأمة المسلمة بشتى مذاهبها وطوائفها. وأرجو ألا تفوتني الإشادة بأشقائنا الشيعة السعوديين الذين يُبرهنون يوماً بعد الآخر على عمق التلاحم بينهم وبين إخوتهم السنة أبناء الوطن الواحد.. وهم في تقديري يمثلون أنموذجاً يحتذى.. ما أحوجنا إليه في بقية بلادنا الإسلامية.
تلفاكس 076221413